كتب : مصطفى عاطف
العقل مثل المغناطيس عندما يرى صاحبه يحقق أهدافه (ولو بالتخيل) سيجذب له الأشخاص والمواقف والآليات التي تساعده على تحقيق هذا الهدف . كلمات بسيطة اطلقها "دكتور ابراهيم الفقى" قد دقت اذن شابا مصريا يدعى محمد ؛ شاب فى ربيع عمره هوسه بكرة القدم دافعا لنجاحه ، احترافها يعنى الاستمرارية ؛ احلاما بسيطة ، رؤيتها بعيدة ؛ احلاما تبعد لا تصعب ، فاختار محمد ان يرقد . " الاحلام ابطالها المراهقون ،شباب يؤمن بالجنون ، الشغف ، التعالى فى احلامهم ،حتى أن احدهم ذات مرة قد رسم نفسه ملكا على كرة القدم فى إحدى فتراته الكروية " محمد لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره بعد ، أحب كرة القدم وأحب ممارستها .
من أجل الحب قد تصنع المستحيل ؛ اما عن الحالمون لا يؤمنون بذلك ؛ فقط ان تحلم " السفر يوميا من صغره إعتاد محمد فعله ؛ سفر طالت ساعاته ؛ يوما دراسى لم يكتمل قبل سفره لتدريباته وعودة لدياره فى ساعات مماثلة لرحلة الذهاب ؛ فى وقت الغروب وإن لم يكن بعد محمد يعود لمنزله بصحبة والده كان او والدته قد ارهقه السفر والتعب ؛ الروتين ممل ، اما عن محمد إعتاد على فعل ذلك كل يوم لسنوات طالت ولم يمل بعد ،" الحب أعمى كما قال البعض " . " الأحلام لم تقتل بعد ، هكذا يردد الحالمون عن أحلامهم وقت وقوع الأزمات " . الاعتقادات شخصية ، واعتقادى ان الأشخاص يملكون من الاعيان اربعة ، اثنان منها فى العقل
وعقل محمد قد رأى صاحبه يحقق أهدافه لذلك جذب له الأليات اللى تساعده . " فى كرة القدم الفرصة تصنع الإنجاز ، وأهم الفرص فى كرة القدم هى أول ليلة تقضيها كلاعب فى الفريق الأول ، من هنا تصنع اﻹنجاز " الصعود للفريق الأول بنادى المقاولون العرب فى سن لم يتجاوز السابعة عشر بعد كانت الفرصة الأهم فى حياة محمد ؛ إحتراف كرة القدم يعنى الأستمرارية ؛ اما عن محمد " ملامح شخصه تشير لرغبة داخلية تسعى خلف التقدم والأخذ في النجاح كلما أخذ البعض في تبرير فشله ، حتى وإن كان رئيس نادى الزمالك " الرغبة ، البساطة ، التحدى ، الشخصية مصطلحات قادت محمد للإستمرار ؛ سويسرا بلاد الثلج ، محمد اختارها للبدء منها ؛ الأحلام البعيدة تلك رؤيتها الأن لم تمنعها ثلوج زيونخ ،الاهداف فى مرمى الفرق الإنجليزية " تشيلسى ، توتنهام "جعلت الحلم أكثر حقيقة .
الأحداث متسارعة بعض الشئ ،مكالمة هاتفية قد تحدث جديدا فى الإرتباطات المتعلقة ؛ والمكالمة التى أجراها البرتغالى مع محمد قد انهت الأتفاق ، محمد اختار اللون الأزرق . والإختيارات شائكة دوما ، نجاحها يساوى تماما مقدار فشلها ،وإختيار محمد لم يكن موفق بعد . الخطأ وارد ، العودة للصواب سريعا أشبه بالانتفاضة ،يصبح بعدها البطل اكثر حماسا واكثر شغفا ؛ فلورانسا إنتفاضة محمد المقبلة ، وماكان له إلا ان أثبت للجميع ان الأحلام لا تموت والنجاح يصنعه الأبطال والتاريخ يكتبه المنتصرون .
إيطاليا عرفت نجاحه ،الإستمرارية تؤكد ذلك ، من فلورانسا إلى روما تناقل احلامه ، وبين معلم إيطالى وقائد لم يعرف سوى ألوان جدران المدينة قضى محمد أشهر عظيمة فى الأولمبيكو . الفباء تكرار نفس الشئ وتنتظر نتائج مختلفة ،لذلك مارفضه محمد اول مرة اختاره تلك المرة ، قلعة الأنفليد واللون الأحمر إختيار محمد للعودة إلى إنجلترا . الأيام ، فقط من تتحدث عن النجاح ، اما الكلام فلا يتعدى مجرد حدود الكلام ، بالأمس انتقدوه علنا وسرا واليوم محمد يجعل أحلامه فقط هى من تتحدث .
والفجر لاذنب له إن لم تدركه ، فالفجر مولد للحياة صباح كل يوم رغما عن كفوفه الظالمة ،وحاسة الشم فقدانها لا ينفي وجود بساتين التفاح أبدا ، ونجاح محمد صلاح لايعنى تمام انه ليس له اعداء نجاح . الرسالة الأخيرة اطلقها محمد يوم ان فاز بأفضل لاعب افريقى ، كلمات كأحلام البدايات بسيطة " لاتتوقفون عن الحلم " فالأحلام تبعد لا تصعب ، ومهما بعدت أحلامك كن مستعدا تماما للرقد .